السياحة
أبو الهول
السبت، 30 أبريل 2022 - 12:00 ص

تعتبر التماثيل الضخمة واحدة من السمات المميزة للحضارة المصرية القديمة، وتمثال أبو الهول هو أكثرها شهرة، تم نحت التمثال فى صخر المنطقة نفسها في عهد الأسرة الرابعة (2613-2494 ق.م) مما يجعله الأقدم، حيث كانت تماثيل أبي الهول المصرية القديمة تمثل الملك بجسد أسد كإشارة واضحة لقوته.
الموقع:
يقع تمثال أبو الهول فى مدينة الجيزة المصرية، ويعد من أشهر المعالم التاريخية في مصر، ويعود ذلك إلى مظهره الفريد وموقعه المميز بالقرب من أهرامات الجيزة، التي تعد من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة جنبًا إلى جنب مع هذا التمثال التاريخي.
تاريخ نحت التمثال:
يشير العديد من علماء التاريخ والآثار إلى أن هذا التمثال العظيم يعود إلى الحضارة المصرية القديمة، وتحديدًا إلى فترة حكم الأسرة الرابعة التي حكمت مصر في ذلك الوقت، وتشير الدلائل إلى أن التمثال قد تم نحته في عهد الملك خفرع (حوالي عام 2525 - 2532 ق.م.) ، صاحب ثاني أهرام الجيزة، حيث يقع تمثال أبو الهول ومعبده الموجود أمامه بجوار معبد وادي خفرع مباشرة، والجزء السفلي من الطريق الصاعد المؤدي إلى معبده الجنائزي والهرم، وكشف التحليل الأثري الدقيق أن معبد الوادي قد انتهى قبل بدء العمل في تمثال أبو الهول ومعبده، بينما كشف تحليل ملامح وجه أبو الهول عن أوجه تشابه مذهلة مع تماثيل الملك خفرع.
وصف التمثال:
هو أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة، يبلغ طوله نحو 73،5 مترا، من ضمنها 15 مترا طول رجليه الأماميتين، عرضه 19.3 مترا، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض حوالي 20 متراً إلى قمة الرأس، تم بناء تمثال أبو الهول بمواجهة شروق الشمس، حيث تم نحته بشكل كامل من الحجر الجيري لمخلوق غامض يحتوي على صفات مشتركة بين الأسد والإنسان، وذلك بوجود التمثال بجسد أسد جالس أمام قرص الشمس ونحت رأسه على شكل إنسان ملكيّ، حيث يُجسِّدُ الأسد رمز القوة والصلابة، أما رأس الإنسان فيرمز للحكمة، استحوذ تمثال أبو الهول على خيال المسافرين والمستكشفين لآلاف السنين ، حتى في العصور المصرية القديمة، فخلال الأسرة الثامنة عشرة (1550-1295 ق.م.) ، أصبح ينظر إليه على أنه مظهر من مظاهر إله الشمس، وكان يطلق عليه حور إم آخت "حورس في الأفق"، وبنى الملك أمنحتب الثاني (حوالي 1427-1400 ق.م.) معبدًا بجانب تمثال أبو الهول كرّسه لهذا الإله، كما قام ابنه تحتمس الرابع (1400- 1390 ق.م.)، بتشييد لوحة ضخمة بين أقدامه الأمامية، والتي يطلق عليها اسم لوحة الحلم، والتي سجل فيها حدثًا رائعًا، وكل من يزور موقع هذا التمثال يُدهش من الرمزية التي يشير إليها تمثال أبو الهول، وكأن التمثال يقف بالقرب من الأهرامات الثلاثة خوفو وخفرع ومنقرع لحمايتها، حيث رافق هذا التمثال العظيم الأهرامات لآلاف السنين.
الهدف من بناء التمثال:
هدف المصريون القدماء من بناء هذا التمثال أن يكون بمثابة حارس للمقابر والأهرامات والمعابد المصرية القديمة لتبقى في مأمن من اللصوص.
أصل أبو الهول:
لم يحاول المصريون القدماء في عصر الدولة الحديثة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، أن يهتموا بأصل «أبو الهول»؛ حيث كان لديهم اليقين بارتباطه بالشمس، وفي أحيان أخرى كان هو نفسه «رع»؛ إله الشمس عندهم، ترك الملك سيتي الأول أبو الملك رمسيس الثاني لوحة في معبد "أمنحوتب" الثاني، حيث قال عالم الآثار الراحل "سليم حسن" في كتابه عن «أبو الهول» بالإنجليزية والعربية، إن «أبو الهول» كان هو المكان الذي يصلي فيه الناس، وفي عام 500 قبل الميلاد؛ أي في عصر الأسرة السادسة والعشرين؛ ترك الفراعنة لوحة أطلق عليها «لوحة الإحصاء»؛ أو «لوحة ابنة خوفو»، وأشاروا فيها إلى أن الملك خوفو وجد «أبو الهول» عند هضبة الجيزة، وهذا يعني أن «أبو الهول» يرجع إلى عصر قبل عهد الملك "خوفو"، ولكن اتضح من تصوير مناظر الآلهة الممثلة على اللوحة والنصوص المصاحبة لها؛ أنها كتبت في العصر المتأخر؛ وحاول الكهنة أن يشيروا إلى أن إيزيس و«أبو الهول» ترجع عبادتهما إلى ما قبل عهد "خوفو"، أي في الأسرة الثالثة من عصر الدولة القديمة.جاء المؤرخ الروماني "بليني" في عام 23 قبل الميلاد، لزيارة «أبو الهول»، ولم تكن لديه أي معلومات عن أصل «أبو الهول»، لذلك فقد أشار إلى أنه قبر للملك "أمازيس" من ملوك العصر الصاوي؛ وعدّ أن مكان «أبو الهول» ملتقى للشعراء والمحبين؛ ويعيش بجواره أهالي قرية بوزيريس؛ وهي «نزلة السمّان» الحالية، ثم جاء بعد ذلك المؤرخون العرب القدامى أمثال "عبد اللطيف البغدادي"؛ واعتقد أن جثمان «أبو الهول» مدفون أسفل التمثال؛ وأشار "المقريزي" إلى أن أنف «أبو الهول» هشّمه المتصوف «صائم الدهر»، الذي كان يعيش بجوار هذا «الصنم» الذي كان ينظر إليه الناس نظرة تقديس في ذلك الوقت؛ فقام وأعد العدة لتهشيم وجه التمثال، ولكنه لم يتمّه بسبب عاصفة ترابية، كما يذكر "المقريزي"، وتحدث "علي باشا مبارك" في كتابه «الخطط التوفيقية»، عن تمثال «أبو الهول»، وأشار القضاعي إلى «هذا الصنم الذي يقع بين الأهرام ولا يظهر منه غير الرأس»؛ وإلى أن أنفه قد هشّمه رجل من مراكش.
اخبار متعلقه
الأكثر مشاهدة
مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة
الخميس، 25 مايو 2023 11:39 م
النسخة الثامنة لملتقى بناة مصر 2023
الأحد، 28 مايو 2023 09:06 م
مشاركة الرئيس السيسي في قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي
السبت، 27 مايو 2023 04:38 م
