24 مارس 2025 03:23 م

المؤتمر الدولي الـ 35 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية

الجمعة، 23 أغسطس 2024 - 12:00 ص

تنظم وزارة الأوقاف المصرية فعاليات المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من (25 - 26) أغسطس 2024 بعنوان: "دور المرأة في بناء الوعي"، وهو المؤتمر الأول للواعظات، بمشاركة نحو 60 دولة، وأكثر من 100 شخصية ما بين وزراء ومفتين وممثلي الهيئات والمجالس والمؤسسات الإسلامية بدول العالم وشخصيات عامة وبحضورٍ دوليٍّ كبير من العلماء من مختلف أنحاء العالم .

محاور المؤتمر


صرح
الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف خلال المؤتمر التحضيريًّ للمؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن هذا المؤتمر ينطلق من رؤية وزارة الأوقاف والتي أعلنا عنها مرارًا في محافل ومنتديات ومواقف مختلفة، حيث تشرفت منذ أن تقلدت أمانة وزارة الأوقاف ومنذ أن تشرفت بحلف اليمين أمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (حفظه الله) أعلنت فورًا أننا ننطلق في عمل وزارة الأوقاف لتنفيذ رؤية الدولة المصرية وتوجيه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من رؤية تقوم على أربعة محاور، وأن المحاور الأربعة هي تنفيذٌ إجرائيٌّ عمليٌّ للشعار الكبير الذي نسعى له جميعًا؛ والذي هو تجديد الخطاب الديني.

والمحور الأول هو: إطفاء نيران الفكر التكفيري المتطرف؛ والذي نستنفر فيه كل طاقات وزارة الأوقاف برموزها ورجالها وأئمتها وخطبائها النبلاء الكرام، حيث نستنفر فيه طاقات الجميع لاستكمال المواجهة الجسورة والجريئة والجادة لكل منطلقات الفكر المتطرف وأبجدياته وأدبياته واستدلالاته المغلوطة ومغالطاته في فهم الشريعة، بل عدوانه على الشرع الشريف ومقاصده، و نقطع شوطًا كبيرًا جدًا وبأقصى سرعة في استكمال مواجهتنا لفكر التطرف وفي عملٍ ميدانيٍّ على أرض الواقع في كافة منابرنا ومساجدنا، وكذلك في عملٍ إلكترونيٍّ يجري التحضير له ويحظى بالقبول ويسعد المصريين جميعًا حين يأتي وقت الإعلان عنه.

وأشار إلى أن المحور الثاني هو : إطفاء نيران التطرف اللاديني المضاد والذي نواجه فيه الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، وارتفاع معدلات الطلاق، وحرمان المرأة من الميراث، وصور العنف الأسري، وكافة مظاهر التراجع القيمي والسلوكي والأخلاقي،

وأن المحور الثالث هو : محور بناء الإنسان، والذي نريد فيه ترميم وتشييد وبناء الأعمدة الكبرى والمرتكزات العليا التي بنيت عليها شخصية الإنسان المصري عبر التاريخ، فنحن نريد لمنابرنا ولخطابنا الديني أن ينطلق انطلاقًا سريعًا جدًّا لإعادة بناء الإنسان الصانع للحضارة، المتدين تدينًا يصنع الحضارة، القوي الواسع الأفق، المحب للعمران، القائد والرائد الذي يقدم الخير للإنسانية، الشغوف بالعلم، المعتدل الوسطي المتوازن، والمشاركة مع مؤسسات الدولة في كل تلك المحاور، ونأمل أن ننطلق من أجل تشييد هذا المحور المهم الذي هو بناء الانسان.

وأضاف وزير الأوقاف أن المحور الرابع هو : صناعة الحضارة، والذي نريد أن نفرغ سريعًا من إجراءات مواجهة الإرهاب ومن إطفاء نيران التطرف اللاديني المضاد حتى نجري بأقصى سرعة إلى تحقيق المقصود الأعظم للشريعة والذي هو صناعة الحضارة، لنبين كيف كان تاريخ علماء المسلمين حافلًا بالإسهام والاكتشاف والإبداع في العلوم، والاختراع في علوم الفلك وفي الطب وفي التشريح وفي بناء المؤسسات، كيف يمكن أن نعيد تشغيل هذه المنهجية والتفكير التي تجعل الإنسان يتدين، يقرأ القرآن الكريم فيخرج منه وقد أبدع في العلم والمعرفة  وصنع الحضارة.

وأكد وزير الأوقاف أن المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين يأتي تحقيقًا للمحور الثالث الذي هو "بناء الإنسان" من خلال الحديث عن دور المرأة في بناء الوعي، ليكون هذا المؤتمر رسالة تقدير وإجلال واحترام لكل سيدة وفتاة كريمة على أرض مصر، وليكون أيضا تكريمًا وإجلالًا وحفاوة بكل سيدة في العالم بأسره وفي الإنسانية كلها، رسالة تقدير نقدمها ونعلنها في الدنيا للمرأة التي هي الأم والأخت والتي هي الدافعة إلى العمل والسعي، والتي هي الصانعة للأجيال، والتي هي الصانعة للبطولة، والتي هي الصانعة للشخصية الناجحة.

ووجه وزير الأوقاف رسالة إجلال واحترام وتقدير إلى كل سيدة وفتاة كريمة على أرض مصر من خلال هذا المؤتمر الذي يأتي بكافه فعالياته وجلساته ليسلط الضوء على أبعاد وجوانب من إبداع المرأة ومن صور تمكينها للدولة المصرية، ومن إبداع المرأة عبر التاريخ،  وما يمكن أن نقدمه للمرأة حتى تزداد خدمة لوطنها.

المؤتمر الدولي الأول للواعظات

يأتي هذا المؤتمر في إطار جهود الوزارة لتعزيز الوعي المجتمعي بالدور المحوري الذي تلعبه المرأة في شتى مجالات الحياة، سواء كانت ثقافية أو دينية أو اجتماعية.

ويناقش المؤتمر الدولي الأول للواعظات المحاور التالية :

 المحور الأول: دور المرأة في بناء الوعي الديني .

المحور الثاني: دور المرأة في بناء الوعي الثقافي.‏

المحور الثالث: دور المرأة في خدمة المجتمع.‏

المحور الرابع: دور المرأة في بناء الأسرة وتنشئة الطفل.‏

 المحور الخامس: التجربة المصرية في تمكين المرأة.‏

المحور السادس: دور المرأة في تعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع وبناء السلام .

ويلقي الضوء على ما قامت به الدولة المصرية من تمكين المرأة كتجربة رائدة يبنى عليها في مجال ‏حقوق الإنسان .

ويناقش دور المرأة في إرساء قيم التعايش، وصنع وبناء السلام في المجتمع . 

الفعاليات

افتتاح المؤتمر

25-8-2024


افتتح الدكتور أسامة الأزهري فعاليات المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية برعاية كريمة من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله)،
وبرئاسة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف نائبًا عن معالي الدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والذي يُعقد في الفترة من 25 - 26 أغسطس 2024م بالقاهرة، بعنوان : "دور المرأة في بناء الوعي"، بحضور أكثر من مائة عالم من أكثر من ستين دولة .


ووجه الدكتور أسامة الأزهري الشكر لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله) على رعايته الكريمة والسامية للمؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
.

ورحب وزير الأوقاف بضيوف مصر الكرام من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة السادة الوزراء والعلماء والسفراء، مؤكدًا انطلاق المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في رحاب قاهرة المعز وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله)، وبتشريف وحضور كريم من السادة ضيوف مصر جميعًا، ينطلق هذا المؤتمر المهم بوزارة الأوقاف وهو المؤتمر الأول للواعظات وعنوانه: "دور المرأة في بناء الوعي "

ونقل وزير الأوقاف تحيات معالي الدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الموقر الذي شرُف وزير الأوقاف بالإنابة عن سيادته في افتتاح هذا المؤتمر، وفي نقل ترحيبه الحار وخالص دعمه وأمنياته لهذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق .


وأشار وزير الأوقاف إلى أنه قبل 135 سنة من الزمان وفي شهر سبتمبر 1889 من الميلاد الموافق سنه 1336 من الهجرة انعقد مؤتمر علمي مشابه لمؤتمرنا هذا ووفد إلى ذلك المؤتمر، وفد مصري من علماء مصر ورجالاتها العظماء وكان منهم العالم الأزهري الجليل الأستاذ الشيخ حمزة عبد الله المفتش الأول للعلوم العربية بوزارة المعارف المصرية، وقدم ذلك العالم الجليل ورقة بحثية ممثلة في كتاب من تأليفه اسمه "باكورة الكلام على حقوق النساء في الإسلام"، وقد حظي هذا الكتاب بترحيب وتقدير دوليٍّ رفيع مما دفع دولة الوزير مصطفى رياض باشا رئيس مجلس الوزراء المصري في ذلك الوقت أن يأمر بطباعة هذا الكتاب ليكون أثرًا علميًّا مصريًّا خالدًا وباقيًا، وليخرج للتاريخ نسخة منيرة نذكرها اليوم ونشيد بها وكأن مؤلفه حي بيننا يشاركنا اليوم في مؤتمرنا هذا "دور المرأة في بناء الوعي" ، مؤكدًا أنه لم يكن إسهامًا مصريًّا فقط، بل كان عملًا نشترك فيه جميعًا كمسلمين لنقدم للعالم رؤيتنا لتكريم المرأة وتعزيزها بما يعبر عن المسلمين جميعًا في أذن العالم، ويتجدد بنا اليوم العهد بهذه المعاني من النسج على منوال ما سبق
.

وأضاف وزير الأوقاف أنه في سنة ثماني وتسعمائة وألف من الميلاد قبل قرن وثلث من الزمان كانت تعاني جامعة القاهرة معاناة كبيرة حينئذ لعدم وجود مقر لها، وتعثرت إجراءات تأجير مقر مؤقت؛ فعلمت الأميرة الكريمة فاطمة إسماعيل بهذا فقررت التبرع حينئذ بستة أفدنه لإنشاء مباني الجامعة الأهلية وأوقفت ست مئة وستين فدانًا من أجود الأراضي المزروعة ليدخل إيرادها إلى ميزانية الجامعة وتحملت سائر تكاليف البناء، وتبرعت بجواهرها وحليها النفيس لبناء المقر الجديد للجامعة، وأوكلت الجامعة حينئذ الدكتور محمد علوي باشا في عملية بيع مجوهراتها، فباعها وضخ المبلغ المتحصل منها في ميزانية الجامعة، ولم يقف دعم الأميرة للجامعة عند هذا القدر بل تحملت نفقات وضع حجر أساس الجامعة والذي كان سيحمل الجامعة نفقة باهظة خصوصًا أن الخديوي عباس حلمي الثاني أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح وكتب أمير الشعراء أحمد شوقي حينئذ قصيدة عصماء في هذا الحدث وفي تلك الأميرة، وإلى يوم الناس هذا يبقى أثرها في جامعة القاهرة، حيث نقش على مدخل كلية الآداب هذه من آثار حضرت صاحبة السمو الأميرة فاطمة إسماعيل، ونحن اليوم في مؤتمر دور المرأة في بناء الوعي، نقدم تحية إكبار لروح هذه الأميرة الجليلة التي صنعت الوعي في أجل صوره، حيث أنشأت مباني الجامعة الصانعة للعقول .

وأشار وزير الأوقاف إلى أن المؤتمر يدور حول ستة محاور: المحور الأول: دور المرأة في بناء الوعي الديني، والمحور الثاني: دور المرأة في بناء الوعي الثقافي، والمحور الثالث: دور المرأة في خدمة المجتمع، والمحور الرابع: دور المرأة في بناء الأسرة وتنشئة الطفل، والمحور الخامس: دور المرأة في تعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع وبناء السلام، والمحور السادس: التجربة المصرية في تمكين المرأة، وعلى ضوء هذه المحاور السداسية ستدور أبحاث المؤتمر وأطروحاته ومناقشاته، وسوف نوصل معًا المعاني والآفاق الكريمة التي نريد إيصالها للعالم من اعتزازنا بالمرأة وتكريم ديننا الحنيف لها، والإبانة عن دورها الجليل تاريخًا وواقعًا ومستقبلًا في صناعة الوعي وفي خدمة المرأة لديننا ووطننا والإنسانية كلها .

وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم ربط وجداننا جميعًا كمسلمين بالسيدات العظيمات، فكم حدثنا عن حواء (عليها السلام)، وعن بنات سيدنا لوط (عليه السلام)، وعن سيدتنا سارة، وكم حدثنا القرآن الكريم عن سيدتنا هاجر، وكم حدثنا عن أم موسى، عن أخت موسى، وعن زوجة موسى، وعن امرأة عمران، وعن امرأة أيوب، وعن مريم ابنة عمران، وعن ملكة سبأ، وعن صاحبة سورة المجادلة، وسيدات البيت النبوي من أمهات المؤمنين؛ وحديث القرآن عنهن في سورة الأحزاب، حتى نصل إلى سورة أخرى كاملة من سور القرآن الكريم سميت باسم امرأة وهي سورة المجادِلة أو سورة المجادَلة، إلى أن يتوج القرآن الكريم ذلك بقوله (جل جلاله): "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " ، ثم يأتي الهدي النبوي الشريف في قوله (صلى الله عليه وسلم): "اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا"، وفي قوله: "خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي"، وفي قوله: "النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ"، وفي قوله (صلى الله عليه وسلم): "فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ"، وفي قوله (صلى الله عليه وسلم): " أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ، والمرأةُ"، مع إجلال الشرع لقدر الأم، وهذا نداء السماء في وجداننا شاهد علينا بما ينبغي أن نتخلق به في معاملة المرأة وفي دعم القيام بدورها ورسالتها على أكمل وجه .

وأضاف وزير الأوقاف إذا كان المؤتمر عن المرأة ودورها في بناء الوعي فإن المرأة الفلسطينية في مقدمة نساء العالم صبرًا وتحملًا وصمودًا، وقد حفرت في وعي الأجيال المتعاقبة اسم فلسطين، وإن هذا الاسم لن يمحوه عدوان صارخ ولا قتل ولا حصار ولا تجويع ولا إبادة ولا تنكيل، وقد تحملت المرأة الفلسطينية مرارة فقد الزوج والأب والأهل، ومرارة ثكل الولد، وقامت ولا زالت تقوم ببناء الوعي في الأجيال على الثبات على الأرض وعدم قبول التهجير والنزوح، وتقدم الابن تلو الآخر شهيدًا فداءً للأرض والوطن، فتحية احترام وإجلال لهذه المرأة العظيمة .

وأشار وزير الأوقاف إلى أن هذا المؤتمر يحظى بضيفة شرف هي السيدة الجليلة الكريمة سنتا نوريا عبد الرحمن حرم رئيس إندونيسيا الأسبق الرئيس عبد الرحمن وحيد، ورحب بها ترحيبًا خاصًّا معربًا عن سعادته البالغة وسروره بتشريفها اليوم، ووجه وزير الأوقاف الشكر لها لقبول الدعوة لحضور المؤتمر، حيث قامت بدورها الوطني سيدة أولى، ثم قامت بدورها الإنساني راعية لمبادرات إنسانية وأعمال خيرية ممتدة لمختلف أنحاء إندونيسيا، فهي رمز نسائيٌّ جليلٌ يقدم للعالم صورة مشرفة للمرأة المحبة لوطنها، المؤمنة بالإنسان مهما كان عرقه ودينه، فلها كل التقدير والود والاحترام .

واختتم وزير الأوقاف كلمته بالتأكيد على أن المرأة مفتاح نجاح الحياة، ولبنة بناء الأوطان، ونبع العطاء الذي لا ينضب، ورغم قوة الرجل في الظاهر؛ إلا أنها هي التي تثبت فؤاد الرجل وتقويه؛ ترضيها كلمة طيبة فكيف بعشرة عمر طيبة! هي الأم وإن كانت ابنة أو أختًا أو زوجة، يحتويها الرجل ظاهرًا لكنها تحتوي عقله وهمته باطنًا، وتمسح همومه بما أودع الله فيها من رحمة .

وأكد وزير الأوقاف أن المرأة خلقت لتكرّم، كما أن الأوطان خلقت للوفاء، كما أن الأبوين خلقا للبر، كما أن العقول خلقت لتفكر وتبدع، كما أن الأمجاد خلقت لتكتسب، كما أن الأحزان خلقت لتترك، ولم ترد الأحزان في القرآن الكريم إلا منهيًّا عنها، قال تعالى: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"، فانظروا كيف حمى القرآن الكريم المرأة من الحزن، حيث قال سبحانه في حق أم سيدنا عيسى (عليه السلام): "فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا"، وقال سبحانه في حق أم سيدنا موسى (عليه السلام): "فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ"، وقال سبحانه لأم سيدنا موسى: "وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ وجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ"، وقال سبحانه: "فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ"، ويقول سبحانه في نساء النبي (صلى الله عليه وسلم): "ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ"، وقارن هذا بقوله سبحانه في أهل الجنة: "أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا"، مع قوله سبحانه: "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا"، مع قوله سبحانه: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ".

ووجه وزير الأوقاف رسالة إلى العلماء الأجلاء : هيا بنا لنجعل هذا المؤتمر بداية جديدة، نعود بها جميعًا لأوطاننا برؤية جديدة وروح جديدة ننطلق بها في أوطننا جميعًا أشعالًا منيرة لشعوب العالم بحسن معاملة المرأة بكامل الوفاء والاحترام والإكرام، حتى تنحسر معدلات الطلاق وتزول كافة صور الانتقاص والأذى والتعدي لفظيًّا ومعنويًّا على المرأة حتى تستقر الأسر وتسكن النفوس وتأتلف القلوب وتؤدى الحقوق وتعمر الأوطان، وأجدد الترحيب الحار بحضراتكم جميعًا في بلدكم الثاني مصر، داعيًا لكم بطيب الإقامة، متمنيا لكم سلامة العود الى أوطانكم . 

 

 

وفي كلمتها أعربت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي عن تشرفها بالتواجد في المؤتمر الدولي الأول للواعظات، مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالي وهب للمرأة دوراً مهماً في كافة مناحي الحياة، وحمل القرآن الكريم تقديراً للمرأة وقوتها وتمكينها، وحدثها الله في كتابه العزيز، وأبرز دورها مع الرسل والأنبياء؛ ودعا سيدنا آدم أن يدخل هو وزوجته الجنة، وأوحى لأم موسى أن ترضع ابنها وتضعه في اليم، وأرسل لمريم ابنة عمران هبة من السماء ومعجزة إلى الأرض، وتحدث عن أمهات المؤمنين .


وأوضحت الدكتورة مايا مرسي أنه من مصر الغالية كانت المرأة قدوة في السعي بين الصفا والمروة ، حيث يسعى الحجاج الذين جاءوا من كل فج عميق بين الصفا والمروة اقتداءً بأمنا السيدة "هاجر المصرية"، في بحثها عن الماء، وساوى في كتابه العزيز الرجل والمرأة في تكليفهم ومسئوليتهم، وقال في كتابه العزيز؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) .


وأضافت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه في العصر الحديث؛ كتبت المرأة بحروف من نور تاريخا وطنيا يعكس وعي عميق بقضايا الوطن وهمومه ، وخرجت نساء مصر يداً بيد مع رجالها في ثورة ١٩١٩، وكان لها دور في تنمية وتطوير الثقافة والفنون والعلم والأدب على مدار عقود عدة، حتى جاء عام ٢٠١٣، خرجت نساء مصر متسلحات بالوعي الديني الصحيح لمواجهة طيور الظلام وتجار الدين ؛ ودافعن عن بلادهن في كل ربوع مصر، والآن وعلى مدى عقد كامل؛ شهدنا إرادة سياسية أرست أسسا قوية للمساواة وتفعيل دور المرآة ودعم بناء وعي حقيقي بالدور الذي يجب أن تلعبه النساء في تشكيل الوعي، ففعلت حق المرأة الدستوري، وضمنت لها تشريعات منصفة، ووصلت المرأة لجميع المناصب دون تمييز، وعززت قدرات المرأة القيادية، ومشاركتها في سوق العمل، وعززت الشراكات مع القطاع الخاص، واستحدثت آليات لحمايتهن من العنف، وشهد هذا العقد على خمسين تكليفا رئاسيا لتمكين المرأة وستة وعشرين قانونا وتعديلا تشريعيًا، وإدماج المرأة في جميع السياسات والبرامج، وأثنى عشر قرارا دوليا لتمكين المرأة، كما بدأنا نجني ثمار الإطار الوطني للاستثمار في فتيات مصر، لنؤكد بما لا ريب فيه؛ أن تمكين المرأة جزء لا يتجزأ من عقيدة الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة .


وأشارت الدكتورة مايا مرسي إلى أن الدولة المصرية أدركت أن السيدات هن شريان الوعي والمعرفة في أقصى بقاع الجسد المصري ؛ يحملن رسائلها، ويخضن طرقا وعرة لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتنمية القيم الإيجابية، والسعي لخلق بيئة معرفية آمنة، تعزز مفاهيم المواطنة والمساواة، وتشارك في صنع القرار؛ فأولت اهتمامًا كبيرًا بالتوعيةِ باعتبارِها إحدَى أهم وسائلِ التغييرِ في المجتمع، باستخدامِ كافَّةِ الأساليبِ (الفنِّ والدراما ومواقعِ التواصلِ الاجتماعي ووسائلِ التكنولوجيا الحديثةِ) .. جنبًا إلى جنبٍ مع العمل الميداني لِطَرْقِ الأبوابِ في كلِّ القُرَى والكفورِ والنجوع، من خلال المبادرة الرئاسية حياة كريمة والبرنامج القومي لتنمية الأسرة المصرية، وبتكاملَ وتنسيقَ من الحكومةِ عَلَى كافةِ الأصعدةِ، والتخطيطِ القوي الـمُـرَاعِي لاحتياجاتِ المرأةِ وتنميتِها الاقتصاديةِ؛ إعمالًا لمنهجِ الحقِّ في التنمية .

كما أصدر السيد الرئيس قراره بزيادة عدد الرائدات المجتمعيات من ٢٥٠٠ رائدة إلى ١٥ ألف رائدة ولدينا أكثر من ٧٠٠ واعظة وراهبة ومكرسة ومدرسة مدارس الأحد، هن بالنسبة لنا واعظات الوطن حاملات راية الوعي بقضايا التنمية، نفذن حملات بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة لمجابهة زواج الأطفال والعنف ضد المرأة وختان الإناث، وزيادة معارف السيدات بأهمية تعليم الفتيات، وفرص الشمول المالي وبرامج التمويل متناهي الصغر وأسس التربية الأسرية الإيجابية، ووسائل الكشف المبكر عن الإعاقات، فضلا عن وسائل تنظيم الأسرة، وتشجيع الأسر على إلحاق الأطفال بالحضانات في سن مبكرة .

كما أن " واعظات مصر" برنامج بدأ بفكرة من السفيرة فايزة أبو النجا مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي عام ٢٠١٧، واليوم نرى المؤتمر الدولي الأول للواعظات ، حيث عملت واعظات مصر جنبا إلى جنب مع مكرسات وراهبات وخادمات الكنائس المصرية الثلاث .

وأشارت إلى أنه نحو تأهيل المقبلين على الزواج؛ حتى ننتج أسرة متفاهمة؛ بلغ عدد المترددين على منصة "مودة" للحفاظ على كيان الأسرة المصرية ٤ ملايين و٦٠٠ ألف متردد .

وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن برنامج الدعم النقدي تكافل وكرامة كان كاشفا لكافة ظروف الأسر ومكامن الخطورة والمفاهيم الخاطئة لديهم، فأضافت قواعد بيانات تكافل وكرامة، التي تشمل ٧٤٪ منها سيدات، برامج لتوعية السيدات الحوامل في الألف يوم الأولى من حياة الطفل، ومدها بنقاط إضافية بمواد غذائية مُختارة لتحسين تغذية الأم والطفل والتوعية الصحية شهريا، وبرنامج الطفولة المبكرة "الحضانات" وبرامج لتوعية الأسر، وتصحيح مفاهيمها المغلوطة، وتغطية نفقة المطلقات وأطفالهم من خلال بنك ناصر الاجتماعي، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمرأة من خلال التدريب على أنشطة ومهارات إنتاجية تدر دخل يساعد في رفع المستوى الاقتصادي للمرأة وأسرتها .

وعلى مستوى المجلس القومي الذي شرفت برئاسته في هذا العقد الذهبي؛ وصلت مصر إلى ٢٤٤ ٪؜ معدل نمو الشمول المالي للمرأة، واستفادت أكثر من مليوني سيدة من التثقيف المالي وريادة الأعمال، والإدخار والإقراض الرقمي في المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، من خلال تطبيق تحويشة أول تطبيقٍ رقمىٍّ فى مصرَ لمنظومةِ الادخارِ والإقراضِ، وطرقنا ما يزيد على ثمانية ملايين طرقة باب في قرى مصر، ووصلت مراكز تنمية المهارات لأكثر من نصف مليون منتج وأكثر من الأسرة، ونهدف الوصول إلى مليون نورة في كل محافظات مصر في الإطار الوطني للاستثمار في فتيات مصر تحت رعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسي حرم السيد رئيس الجمهورية .

وفى ختام كلمتها أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن ما تحقق للمرأة المصرية في السنوات العشر الماضية لم يتحقق في قرن سابق وأن مصر ، اختصرت في العقد الأخير المسافات، ووصلت لمرحلة متقدمة على خريطة التنمية والتوعية للأسر المصرية، موضحة أن المشوار مازال طويلا من العمل والجهد متسلحين بالوعي والفهم العميق لصحيح الدين ولدينا القدرة علي العمل في العقد القادم بصبر وأمل، ورؤية ثاقبة على الهدف؛ فمصر اليوم عامرة بسيداتٍ ناجحاتٍ متمكناتٍ حالماتٍ تحت مظلة قانونٍ يحميها وفوق أرض تؤمن بقدراتها وفي ظهورهن قيادة سياسية تؤمن بقدراتهن وتثق في قدرتهن علي بناء وعي المجتمع .

وتوجهت وزيرة التضامن الاجتماعي بالشكر لوزارة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على اختيار موضوع المؤتمر، متمنية له النجاح والتوفيق وأن تكون مخرجات هذا المؤتمر رسالة لمجتمعاتنا والعالم بأننا سننفذ وصية رسولنا الكريم "استوصوا بالنساء خيراً ".


وزير الأوقاف يُكرِّم عددًا من الشخصيات المؤثرة في المجتمع

وخلال فعاليات المؤتمر كرَّم الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف عددًا من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع .

وكرَّم وزير الأوقاف كلًّا من :

الشيخ منصور الرفاعي محمد عبيد وكيل وزارة الأوقاف سابقًا .

تقوى مجدي محمد علي عيسوي واعظة معتمدة بمديرية أوقاف الإسماعيلية .

المُكرسة مارجريت فكري كامل قراقوص مُكرسة بمطرانية المعادي للأقباط الأرثوذكس .

الراهبة هدى كرم عبد المسيح حنا راهبة بالكنيسة الإنجيلية بالمقطم .

الأستاذة الدكتورة عفاف السيد زيدان العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر .

الشيخ علاء الزقم إمام مسجد الجمعية المصرية بمدينة ملبورن بأستراليا .

وضيفة شرف المؤتمر: السيدة سينتا نوريا عبد الرحمن وحيد حرم الرئيس الإندونيسي الأسبق .

 

توصيات المؤتمر :
الأثنين 26-8-2024


اختتم وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، أعمال المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذي عُقد على مدار يومين، تحت عنوان: "دور المرأة في بناء الوعي" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وأكد الأزهري، في بيان صحفي الأثنين 26-8-2024، أن توصيات المؤتمر خرجت في نقاط عملية محددة قابلة للتنفيذ، بحيث يمكن خلال المؤتمر المقبل، نستعرض هذه التوصيات التي بين أيدينا الآن ونرى ما الذي تم تنفيذه منها ولو مرحليًّا، حرصا على أن يسفر المؤتمر عن مخرجات ونتائج نتقدم بها خطوة إلى الإمام.

وأوضح الأزهري عدة توصيات التي جاءت بالمؤتمر هى: إطلاق برامج عمل مكثفة في كافة مؤسساتنا الدينية لتعليم المرأة وحسن إعدادها وجميل رعايتها وتأهيلها، لتقوم بدورها المنوط بها في تنشئة الإنسان وصناعة وعيه وبناء عقله وتصدي كافة مؤسساتنا الدينية لقضية الطلاق، وإطلاق برامج التأهيل والتوعية محاربة هذه الإشكالية، وبرامج علمية وتوعوية للتبصير بالعواقب السلبية للطلاق على الأجيال الناشئةتخصيص خطبة جمعة بصورة دورية متكررة في كافة مؤسساتنا الدينية لتكريم المرأة والحض على حسن معاملتها بكل الاحترام والتقدير، مع ندوات ومحاضرات دورية تؤكد نفس المعنى وإصدارات دورية في كافة مؤسساتنا للتعريف بالنساء الفضليات في دولنا المختلفة والتي حضرت كل واحدة منهن في بلدها أثرا حميدا تخليدا لذكرهن وربطا للأجيال القادمة من فتياتنا بهن للنسج على منوالهن.

وتابع:"سرعة إصدار موسوعة مشتملة على تأصيل علمي شرعي يفند كل الإشكاليات المتعلقة بالمرأة مثل: تعليم المرأة وعملها، وتوليها المناصب، واستقلال ذمتها المالية وبعض العادات والتقاليد التي تنسب للدين وتنقص من قيمة المرأة، حتى يكون لمؤسساتنا موقف حضاري واضح وصارم وصريح، يليق بواقعنا المتطور، ويقف في وجه تلك الشبه ببيان الرأي الشرعي الحضاري لديننا الحنيف، وتعاليمه الحضارية وإطلاق اسم الأميرة فاطمة بنت إسماعيل على أحد جوامع القاهرة تخليدا لمآثرها الطيبة، وتبرعها بأموالها وأرضها ومجوهراتها لإنشاء مباني جامعة القاهرة، وإرثها الذي أنتج عقولا واعية ومؤثرة إلى يومنا هذا، ويمكن لبقية وزاراتنا ومؤسساتنا الدينية في دولنا المختلفة أن تنهج نفس النهج في تخليد مآثر السيدات".

وأشار الأزهرى أن التوصيات ضمت أيضا مواجهة كل صور التعدي على المرأة وانتقاص حقوقها، أو التسلط عليها بأي صورة من الصور، من خلال نشر الوعي الديني المنير الذي يبين مقاصد الشرع الشريف في إكرام الإنسان عموما والمرأة خصوصا وإطلاق حملات دعوية وإعلامية في كافة برامجنا الدينية وفي عالم السوشيال ميديا للتعريف بكل ما سبق وتعزيز دور الواعظات في كافة مؤسساتنا الدينية، وإعداد برامج التعليم والتدريب لهذا الغرض، حرصا على قيام المرأة بدورها في بناء الوعي، ونظرا لقرب حديث المرأة إلى شقيقاتها النساء في إيصال كافة المفاهيم المنيرة المحققة لمقاصد الشريعة والقيم الأخلاقية السامية وتنسيق آلية لتبادل تجارب الدول المختلفة الحاضرة في المؤتمر وخبراتها في التعامل مع المرأة وتمكينها وتأهيلها لمختلف الأدوار الوظيفية، وغير ذلك من الخبرات التي نجحت فيها دولنا المختلفة، بحيث يمكن لنا تكوين بنك للخبرات والتجارب، تنتفع بها جميعا.

وأكد العلماء الحاضرون في المؤتمر دعم صمود الشعب الفلسطيني العظيم، ضد كل صور العدوان والحصار والتجويع والإبادة، وعلى الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وعلى حضهم على الصمود والثبات مهما كانت التضحيات الفادحة، وعلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وأن الحل العادل الوحيد هو قيام الدولة الفلسطينية على حدود سنة 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وزارة الأوقاف

اخبار متعلقه

الأكثر مشاهدة

التحويل من التحويل إلى