08 أكتوبر 2024 12:49 ص

الآثار في الوادي الجديد

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009 - 12:00 ص

تركت عصور وحقب التاريخ العديدة التي مرت بها واحات الوادي أثارا عديدة تدل على ما شهدته هذه المنطقة من عمران وازدهار في مختلف حقب تاريخ مصر الفرعونية واليونانية-الرومانية والقبطية والإسلامية لذلك تضم الواحات الثلاث: الخارجة والداخلة والفرافرة عشرات المواقع الأثرية ما بين معابد ومقابر وأبنية وبقايا ومدن ودروب.


آثار الخارجة
ففي الخارجة عاصمة الوادي الجديد توجد عشرات المواقع الأثرية حيث عثر هناك على كثير من الأدوات استخدمت في عصور ما قبل الأسرات وبعض نقوش المخربشات من الدولة القديمة بعضها في جبل الطير بالقرب من مدينة الخارجة والبعض الآخر في درب الغبارى الذي يربط الخارجة بالداخلة

ولقد وصلت إلينا لوحات جنائزية من عصر الأسرة الثانية عشرة لرؤساء بعض الحملات التي كانت تقوم من طيبة أو من أبيدوس للتفتيش على الواحة والتأكد من حالة الأمن فيها

وكانت الخارجة ترتبط بوادي النيل بعدة طرق للقوافل من أبيدوس والأقصر وإسنا وهي: درب اليابسة-درب أبو سروال-درب بولاق-درب الجاجة- درب دوش

كما كان يمر بها أيضا درب الأربعين الذي يربط مصر عند أسيوط بدارفور في السودان وكان يسمى ايضا درب الواحات وقد ورد ذكره في العديد من نقوش الدولة المصرية القديمة

كما ارتبطت الخارجة بالداخلة بطريقين أحدهما درب الغبارى الذي تسير عليه السيارات حاليا والآخر درب "عين آمور" الذي يخترق منطقة من الهضبة الواقعة شمال الواحة

وبالواحات الخارجة العديد من الآثار الهامة والمناطق الأثرية ومن أهم معابدها معبد هيبيس ومعبد الغويطة ومعبد الناضورة ومعبد زيان ومعبد دوش وكلها مشيدة بالحجر الرملي وتغطي جدرانها نقوش عديدة


معبد هيبيس hibis:
يقع معبد هيبيس على بعد اربعة كيلو مترات الى الشمال من مدينة الخارجة و قد بدأ بناؤه فى الاسرة السادسة و العشرين .
و قد استغرق العمل فى المعبد اكثر من 600 عام بداية من عام 589 ق.م و حتى عام 69 ميلادية و قد كرس المعبد لعبادة الاله آمون .
يبلغ طول المعبد اثنين و اربعين مترا و عرضه عشرون مترا و هو يتجه من الشرق الى الغرب .
و بعد مرسى البحيرة المقدسة توجد اربع بوابات فى الناحية الشرقية للمعبد ترجع الى العصور الفارسية و البطلمية و الرومانية و كان يربط بينهما طريق الكباش اما المبنى الرئيسى فيمكن الدخول اليه من رواق به عمودان بنى فى عهد الملكين نختنبو الاول و الثانى و يلى هذا الرواق من الناحية الغربية قاعة اعمدة ثم ردهة مستطيلة بها اعمدة سجلت على جدرانها مناظر تصور الملك فى حضرة الالهة و بعض النصوص العقائدية المتصلة بالاساطير و من خلال باب فى نهاية هذه الردهة نصل الى قاعة صغيرة بها اربعة اعمدة
اما قدس الاقداس و هو اخر حجرات المعبد الى الغرب فيحتوى على بعض المناظر الهامة للمعبودات منها منظر للالهة " عشتارت " فوق ظهر جواد و هى تمسك بالقوس و السهم .

اما الجدران الخارجية للمعبد فقد نقشت عليها القاب الملك دارا الاول و مناظر تصوره و هو يقدم القرابين لبعض المعبودات .

كما توجد بالخارجة أيضا بعض بقايا الحصون والنقاط العسكرية والقلاع منها قلعة اللنجة والمنيرة ودوش
أما أهم الأثار المسيحية في الخارجة فهي :


جبانة البجوات :
تعد من أهم الآثار المسيحية في مصر كلها تقع خلف معبد هيبيس و تفصلها عنه اطلال المدينة القديمة و تقع هذه الجبانة على ربوة مرتفعة تظهر فى بعض صخورها مقابر مدينة هيبيت الفرعونية و فوق هذه الصخور تظهر بنايات الجبانة التى بنيت مقابرها قبل دخول المسيحية الى الواحات و تتوسطها اطلال كنيسة قديمة

و تعتبر البجوات من أهم و اقدم الآثار المسيحية فى العالم و تشبه هذه الجبانة بشوارعها و هياكلها القائمة مدينة مهجورة و تحتوى على 263 هيكلا اكثرها مزخرف من الخارج و يغلب عليها الطراز البيزنطى و قبتها مزينة بمنلظر مختلفة من التوراة و قليل من المناظر المسيحية اما القبة الاخرى فهى بيزنطية الطراز و مناظرها الملونة على جانب كبير من الدقة ، و يوجد فى العشرات من هياكلها آلاف الكتابات باللغات الاغريقية و اللاتينية و القبطية و العربية .

و من اهم العناصر الاثرية للبجوات : مزار السلام او المقبرة البيزنطية و الكنيسة ثم ما على ابيتها من كتابات سجلها الزوار و تسمى المخربشات .

1- مزار السلام :
تمثل نقوش هذا المزار و رسومه الزاهية الالوان بعض القصص المقتبسة من كتاب العهد القديم مضافا اليها رموز السلام و العدالة و الصلاة ، و هذا المزار هو اكثر المزارات شهرة لدى دارسى الفن و يطلق عليه لدى الباحثين الاوربيين اسم " مقبرة البيزنطية " و مما يلفت النظر كثرة المخربشات سواء بالاغريقية او القبطية او العربية و هى تغطى الجدران من الارض حتى القمة
2- الكنيسة :
تقع وسط الجبانة و تطل على بلدة الخارجة القديمة و تتكون من ثلاثة اروقة و الراجح ان زمن بنائها يرجع الى القرن الخامس الميلادى
3- المخربشات :
و تتمثل فى الكتابات و الخطوط التى سجلها زوار البجوات و تكثر هذه الظاهرة على جدران المقابر المزينة بالصور او المكسوة بالملاط و يبلغ مجموعها 63 مخربشة اكثرها مكتوب باللغة العربية و عددها 29 بينما المخربشات الاغريقية 19 و القبطية 12 و تبدأ الكتابات العربية منذ القرن التاسع الميلادى

وبجوار البجوات تم الكشف عن بقايا مساكن عين سعف التي كانت المساكن الرئيسية للبجوات


آثار الداخلة
كانت واحة الداخلة تمثل مع واحة الخارجة وحدة إدارية واحدة وقد عثر بها على لوحة ترجع لعصر الدولة الوسطى في مصر كما عثر أيضا على لوحات من الأسرة الثامنة عشرة في قرية "بلاط" وتكرر ذكر واحة الداخلة في العصور الفرعونية لجودة نبيذها ووفرة الكروم بها وقد عثر بها أيضا على بعض اللوحات الهامة الموجودة حاليا في متحف الأشموليان بأكسفورد وهي لوحات تعود إلى الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين والأسرة الخامسة والعشرين وعليها موضوعات هامة تختص بملكية عيون المياه

و هناك أيضا بلدة القصر بالداخلة التى تعتبر نموذجا فريدا للآثار الاسلامية فى الواحات خاصة و فى مصر عامة حيث تضم اكثر من عنصر معمارى اسلامى و قد شيدت على نظام المدن الاسلامية فى العصور الاولى .
تقع بلدة القصر فى الشمال الغربى من مدينة موط عاصمة الواحات الداخلة و تأتى اهميتها الجغرافية لكونها نقطة التقاء عدة دروب قديمة كانت بمثابة الطرق الخاصة بالقوافل التجارية .
تتتنوع المنشآت المعمارية فى بلدة القصر فنجد المنشآت الدينية متمثلة فى الجوامع و الاضرحة و المدارس و المنشآت المدنية تتمثل فى المحكمة و الحانوت و المقعد و الطاحون المعاصر .

كما توجد بقايا معبد للاله تحوت وعلى بعد حوالي عشرة كيلومترات يوجد معبد دير الحجر الشهير وفي أيام الحكم التركي لمصر كانت بلدة قلمون هي عاصمة للواحات الداخلة حيث كان يوجد تجمع للقوات العسكرية لحماية الأمن

أما منطقة "بلاط" في الداخلة فكانت مقرا لحكام الواحات في العصر الفرعوني وعلى وجه التحديد عصر الدولة القديمة والوسطى وتتمثل أهم أثار الداخلة في معبد دير الحجر الذي بني في الفترة من عام 54-96 ميلادية وكذلك مقبرتاالمزوقة من العصر الروماني ومصاطب البلاط وهي مقابر فرعونية من الأسرة السادسة تعلوها مصاطب رومانية

كذلك توجد بها مقبرة كيثانوس بقرية البشندي ومعبد بربيعة بالقرب من البشندي وهو معبد مدفون تحت الأرض يرجع للعصر الروماني أما الأثار الاسلامية في الداخلة فهي عديدة أهمها قبة وضريح الشيخ البشندي ومنطقة بلاط إلاسلامية إضافة إلى آثار وكنائس مسيحية عديدة في منطقة أسمنت الخراب

آثار الفرافرة
ورد ذكر الفرافرة في الوثائق المصرية القديمة خاصة منذ الأسرة العاشرة في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد وكانت تسمى "تا أحت" أي أرض البقرة كما ورد ذكرها في النصوص الخاصة بغارات القبائل من آن لآخر .
وتوجد في وسط الفرافرة بقايا قصر مشيد بالطوب اللبن وبها بضع مقابر اخرى صخرية خالية من النقوش وبقايا معبد روماني عند منطقة "عين بس" منا توجد بها مقابر أخرى وبعض أثار قليلة على مقربة من قصر الفرافرة

اخبار متعلقه

الأكثر مشاهدة

التحويل من التحويل إلى