علاقات دولية
البحث عن مانديلا: السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين
الإثنين، 15 أبريل 2013 12:00 ص
اسم الكتـــــاب: البحث عن مانديلا: السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين
اسما المؤلفان: هربرت آدم وكوجيلا مودلى
اسم الناشـــــر: مطبعة جامعة ويتس
سنة النشــــــر: عام 2005
لغة النشـــــــر: اللغة الإنجليزية
العرض العام
تعد هذه الدراسة واحدة من الدراسات المهتمة بحركة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويشير الكاتبان إلى أن النشطين والواقعيين من كلا الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى قد جرى تهميشهم بتصاعد العنف وبزوغ السياسات المتطرفة من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويسعى الكاتبان إلى الاستفادة من الدروس المستقاة من التسوية التى تم الاتفاق عليها بين السود والبيض فى جنوب أفريقيا وذلك بهدف تطبيقها للوصول إلى حل للصراع العربى الإسرائيلى.
وكما هو ظاهر من عنوان الكتاب يحاول الكاتبان تأمل وتدبر ماذا يمكن أن يحدث فى الشرق الأوسط لو كان لدى الفلسطينيين زعيما مثل مانديلا أو غاندى بشخصيتهما التى توفرت فيها قيادة أخلاقية تتمتع باستراتيجية خلاقة لترغم العدو للرضوخ والاستسلام.
ويقر الكاتبان إلى التأكيد على معايير يتقبلها الجميع ويخضع لها المتخاصمون فى صراع استقطب كلا من الجانب الفلسطينى والجانب الإسرائيلى لكى يصلا إلى أرض مشتركة وليتوصلا إلى سلام يمكن التفاوض بشأنه.
ويقر الكاتبان أن استهداف المدنيين أو قتل السجناء - وهو العمل الذى تقوم به إسرائيل وأحيانا الفلسطينيين - يشكل جوراً وظلماً فى وقت الحرب كما يشكل خرقاً لبنود وميثاق جنيف المتعلقة بالحروب.
ويشير الكاتبان إلى مقولة الفيلسوف البريطانى تيدهوندريش الذى يؤيد فيها إرهاب التحرير الذى يهدف إلى الوصول إلى الحرية لشعب توصل إلى قناعة مؤداها أن لا سبيل إلى الوصول إلى حريته إلا عن طريق ممارسته للإرهاب. ومن ثم يبرر من الناحية الأخلاقية ما يقوم به الانتحاريون كما يمجد شهادتهم.
ثم يُعرف الكاتبان الإرهاب "بالايذاء المتعمد للمدنيين الأبرياء"، ثم يتحفظ الكاتبان على مقولة مؤداها أن الخلفية العرقية تشكل فى المقام الأول اتجاهات ومواقف الأفراد علاوة على نظرة الأفراد الذين ينتمون إلى نفس الجماعة إلى العالم بأنها واحدة ولا تتغير. كما لا يعتقد الكاتبان فيما يطلق عليه "الذنب الجماعى" وإنما يشيران إلى ما يسمى "بالمسئولية الجماعية" عندما ترتكب جريمة باسم أمة من الأمم.
ويتعاطف المؤلفان مع اليهود لاضطهادهم بوصفهم أقلية على مدى عقود من الزمن كما يتعاطفان مع الشعب الفلسطينى الذى طرد من أرضه وسلبه من كل حقوقه بما فيه حق العودة. هذا علاوة على ما يقاسيه من تمييز واضطهاد وسجن وتعذيب جراء بناء مستوطنات جديدة والاستيلاء على أراضيه الزراعية الخصبة ومصادرة منازله.
ويعترف الكاتبان بأن اليهود بعد أربعة حروب مع العرب منذ عام 1948 وبالأسطورة المترسخة فى أذهانهم بأرض الميعاد والتى كانت نتيجتها سيطرة اليهود على السكان العرب فى إسرائيل وعلى الفلسطينيين فى كل من الضفة الغربية وغزة، وبمصادرة الأراضى الفلسطينية استطاع المستوطنون التخندق فى مستوطناتهم تحت حماية الجيش الإسرائيلى والدعم الذى يتلقونه من دولة إسرائيل الأمر الذى أدى إلى سيطرتهم على الكثير من الدونمات من الأرض الفلسطينية التى يسرقون مائها وحرمانهم للفلسطينيين من المياه وهم أصحاب الأرض الحقيقيين.
ويشير الكاتبان إلى أن إسرائيل الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط تتلقى الدعم والاهتمام على مستوى العالم كله وذلك لعدة أسباب: أولها: أنها ديمقراطية غربية يشعر المعلقون فى الغرب بترابط عاطفى معها مقارنة بالديكتاتوريات المحيطة بتلك الدولة. وثانيها: تمتع الدولة العبرية بوجود يهود فيها كانوا مشتتين ولجأوا إليها باعتبارها الملاذ الروحى لهم. وثالثها: كون إسرائيل قاعدة أمامية فى منطقة استراتيجية يسعى دافعو الضرائب الأمريكيون إلى تمويلها ودعمها، ومن ثم فهى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمن يدعمها.
ورابعها: لجوء الاسلاميين الراديكاليين إلى وصف السياسات الإسرائيلية بالعنصرية بهدف تعبئة مشاعر عدائية تجاه الغرب، ومن ثم فإن تأييد الولايات المتحدة اللا محدود لسياسات الاستيطان والتوسع علاوة على دعمها غير المشروط سيؤدى حتماً إلى توحد المسلمين المعتدلين مع الجهاديين، وعليه فإن سيطرة الإسرائيليين على الفلسطينيين سيؤدى إلى إلحاق الضرر بالمجتمع الإسرائيلى ويخدم بالترافق مع العراق عملية تفريخ الإرهاب العالمى ضد الولايات المتحدة ومصالحها.
وينصح الكاتبان اليهود الذين كانوا ضحايا الاضطهاد النازى أن يبتعدوا عن تكرار ما حدث لهم مع الفلسطينيين وخاصة فيما يتعلق بقضية التمييز العنصرى.. فالقلق بالنسبة للسياسة الإسرائيلية الراهنة والانتقاد الموجه لهذه السياسة لابد وأن نميزها عما يسمى "بالعداء للسامية" فابتعاد الحكومة الإسرائيلية لا يشكك فى شرعية الدولة الإسرائيلية ولا يجب أن ينظر إلى هذا الانتقاد على أنه هجوم على اليهود.
ويستطرد الكاتبان ويتحدثان عن الاحتلال الإسرائيلى وكيف أنه يحط من قدر اليهود كما يحط من قدر الفلسطينيين الذين يعيشون تحت نير الاحتلال. كما يعتقد الكاتبان أن الاحتلال يسبب المعاناة والصراع لكلا الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى. ومن ثم فعلى المحتل الإسرائيلى تقع المسئولية الأخلاقية لاستمرار الصراع وطول أمد المعاناة.
ويقول الكاتبان: إن التعلم من دروس المحرقة لا بد وأن يؤدى إلى ما يمكن أن نسميه "مراعاة حقوق الإنسان فى أى مكان فى العالم". ومن ثم فإن الكثيرين من الجنود الإسرائيليين الذين يرفضون الخدمة فى الأراضى المحتلة محقون فى رفضهم لهذه الخدمة والتنكيل بالفلسطينيين العزل. إلا أنه من المؤسف أن هؤلاء ينبذهم المجتمع الإسرائيلى وينظر إليهم على أنهم خونة. وهذا بالطبع أمر مؤسف كما يرى الكاتبان. ويشير الكاتبان إلى أن لليهود الحق فى أن يكون لهم مكان يعيشون فيه ويكون لهم دولة غير أن لا حق لهم فى ممارسة التمييز فى أوساط مواطنيهم.